تدوين 12/09/2025

كتب عظيمة يجب أن تقرأها قبل الثلاثين

القوائم من نوع “كتب يجب أن تقرأها قبل الثلاثين” أو “هذه الأعمال تصنع منك قارئاً عظيماً” والتي تملأ مواقع التواصل الاجتماعي، ليست سوى وهم يحوّل القراءة إلى امتحان مدرسي: إن لم تمر عبر هذه العناوين فأنت ناقص الثقافة.

الحقيقة أن هذه القوائم لا تخدم القارئ بقدر ما تخدم صانعها الذي يتخفى وراء أسماء كبيرة ليبدو أكثر عمقاً ومعرفة.

القراءة ليست ماراثوناً لتسجيل النقاط، وليست سلّماً موحّداً ينبغي على الجميع تسلّقه بالخطوات ذاتها. كل قارئ يملك سياقه الخاص، أسئلته، وفضوله، ومن الطبيعي أن تختلف اختياراته عن الآخرين، أما إلزام الجميع بكتب بعينها هو نفي لجوهر التجربة القرائية: الحرية والاكتشاف.

الأسوأ، أن هذه القوائم قد تزرع الإحباط، يبتعد بسببها كثيرون عن القراءة لاعتقادهم أن عليهم إتمام قراءات ثقيلة تدخلهم إلى نادي“القراء الحقيقيين”، لكن الحقيقة أبسط: قارئ واحد يظفر من كتاب عادي بفكرة تنير بصيرته، أعمق من مئات الذين التهموا القوائم بدون أن يُعملوا فكرهم وتأملاتهم فيها، ولم تترك فيهم أثراً.

القيمة ليست في تقليد الذائقة الجماعية، بل في أن تصنع ذائقتك أنت. القراءة فعل شخصي، ومقاومة التأطير والقولبة بالقوائم وغيرها، هي أول خطوة لحماية هذا الفعل من الابتذال.

(Visited 13 times, 1 visits today)

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *